الأَبدال؟ قال: نعم، قلتُ: أَينَ تريد؟ قال: الشام، قلت: من أَين جئتَ؟ قال: من عند أَحمد بن حنبل، قلت: أَيَّ شيء تعمل عنده؟ قال: أَسأَله عن مسأَلة، أَحمد منا وهو أَفضل منا، ثم جاءَ وقتُ المغرب فصلّينا، ثم العشاء، ثم انفتل فقلت له: إِنّ هذا السمك نَصيده. فقال: إِنا لا نأكل، ثم كأَن الأَرض ابتلعته.
قال الخلال: وحدثنا أَبو بكر المَرُّوذِي، قال: قدم رجل من الزهاد، فأَدخلته على أَبي عبد الله وعليه فَروٌ خَلقٌ، وخُريقة على رأسه، وهو حافٍ في بردٍ شديد، فسلَّم عليه، فقال له: يا أَبا عبد الله، قد جئتُ من موضع بعيد، وما أَردتُ إِلا السلامَ عليك. وأريدُ عَبّادَانَ؛ وأُريد إِنْ أَنا رجعتُ أَن أَمُرّ بكَ وأُسلمَ عليك. فقال له أَبو عبد الله: إِن قُدِّر، فقام الرجل فَسلم وأَبو