له: ادخل، فدخل الدّهليز، فقلتُ: مِن أَين أَقبلتَ؟ قال: من ناحية المشرق، أُريد بعضَ هذه السواحل، ولولا مكانك ما دخلتُ هذا البلد إِلا أَني نَويت السلام عليك. قال: قلت: على هذه الحال؟ قال: نعم، ما الزهد في الدنيا؟ قلت: قصر الأمل، وجعلتُ أَتعجب منه. فقلت في نفسي: ما عندي ذهبٌ ولا فِضة. فدخلت البيت فأَخذت أَربعة أَرغفة فخرجتُ إِليه فقلتُ: ما عندي ذهبٌ ولا فِضة، وإِنما هذا من قوتي فقال: أَو يَسرك أَن أَقبل ذلك يا أبا عبد الله؟ قلت: نعم، قال: فأَخذها فَوضعها تحتَ حضنه وقال: أَرجو أَن تَكفيني هذه زادي إِلى الرقة، أستودعك الله. قال: فلم أَزل أَنظر إِليه إِلى أَن خرج- وكان يدكره كثيراً-.

أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنبأَنا البَرْمَكي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أَبو بكر الخَلال، قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن أَحمد السِّمسار، قال: حدثنا أَبو عبد الله بن سافري- وَرّاق الحسن البزاز وكان ثقة- قال: كنا نتعبد في مَسجد العطار ونحنُ أَحداثٌ، بعضنا يعمل خوصاً؛ وبعضنا مغازل وغير ذلك، وكان فِينا شاب ذو هيئة، فحدثنا الشاب قال: كنا نَصيد السمك بناحية الدُّجيل، فانقلبتُ عشيةً، فإِذا رجل عليه أَطمار رَثَّة يمشي وأَنا أَحضّ فلا أَلحقه، فاستقبلته فقلتُ له: يا هذا، أَنتَ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015