والأَدبُ، وشَرفها العلم والورع، وحليتها المحافَظُة على الصلوات، وبرُّ الوالدين، وصِلةُ الرحم، وبَذلُ المعروفِ، وحفظُ الجار، وتركُ التكبُّر، ولزومُ الجماعة والوقار، وغَضُّ الطرف عن المحارمِ، ولينُ الكلام، وبذلُ السلام، وبرّ الفتيان العقلاء الذين عَقلوا عن الله تعالى أَمرَه ونهيَه، وصدقُ الحديث، واجتنابُ الحَلف والأَيمان، وإِظهارُ المودّة، وإِطلاقُ الوجه، وإِكرامُ الجَليس، والإِنصاتُ للحديث، وكتمانُ السِّر، وسَترُ العيوب، وأَداءُ الأَمانة، وتَركُ الخيانة، والوفاءُ بالعهد، والصمتُ في المجالس من غَير عِيّ، والتواضُعُ من غَير حاجة، وإِجلالُ الكبير، والرفقُ بالصغير، والرأفةُ والرحمةُ للمسلمين، والصبرُ عند البلاءِ، والشكرُ عند الرخاءِ، وكمالُ الفُتوَّةِ؛ الخَشيةُ لله عز وجل، فينبغي للفتى أَن تَكون فيه هذه الخصال، فإِذا كان كذلك كان فتى بحقّه. قال بشر بن الحارث: وكَذلك كان أَحمد بن حنبل فَتى، لأَنه قد جَمع هذه الخصال كلّها، وكانَ يلبس إزاراً مفتولاً.
الحارث المحاسبي
أَخبرنا إسماعيل بن أَحمد، ومحمد بن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حَمْد بن أَحمد، قال: حدثنا أَبو نُعَيْم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أَحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أَحمد بن حنبل، قال: كَتب إِليّ الفتح بن شُخْرُف بخَط يده، قال: ذُكِرَ أَبو عبد الله أَحمد بن حنبل عند الحارث بن أَسد، قال الفتح: فقلت للحارث: سمعتُ عبد الرزاق يقول: سمعت سفيان بن عُيينة يقول: عُلماء الأَزمنة ثلاثة: ابن عباس في زَمانه، والشَّعْبي في زَمانه؛ والثوري في زَمانه. قال الفتح: فقلتُ أَنا للحارث: وأَحمد بن حنبل في زمانه، فقال لي الحارث: أَحمد بن حنبل نزل به ما لم يَنزل بسفيان الثَّوري والأَوزاعي.