يتعبد- يقول: قلتُ لبشر بن الحارث: أَلا صنعتَ كما صنع أَحمد بن حنبل! فقال: تُريد مني مرتبة الأَنبياء- أَو مرتبة النبوة! - لا يقوى بَدني على هذا، حفظ الله أَحمد من بين يديه ومن خلفه، ومن فوقه ومن تحته، وعن يَمينه وعن شماله.
أَنبأَنا أَبو بكر محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا هَنّاد بن إبراهيم، قال: أخبرنا علي بن محمد، قال: أخبرنا عثمان بن أَحمد، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، عن أَبي الهيثم العابد، قال: كنت عند بشر بن الحارث فجاءَه رجل فقال: قد ضُرب أَحمدُ بن حنبل إِلى الساعة سبعةَ عشر سوطاً. قال: فمد بشر رِجله وجعل ينظر إلى ساقه ويقول: ما أَقبح هذا الساق أَن لا يكون القيد فيه نُصرةً لهذا الرجل. قال حنبل: وحدثني بعض مشيختنا- وكان من العابدين- قال: أَتيت بشر بن الحارث لما أَخذوا أَحمد بن حنبل، فقلت: قُم بنا نَنصر هذا الرجل، فقال لي: هذا مقام النبيين لا أَستطيع أن أَقومَهُ.
أَخبرنا محمد بن ناصر، قال: أَنبأَنا أَبو علي الحسن بن أَحمد الفقيه، قال: أخبرنا هلال بن محمد، قال: أخبرنا أَحمد بن سلمان النجاد، قال: حُدِّثت عن إبراهيم بن هانئ النَّيْسابوري، قال: صليت مع بشر بن الحارث فجعلت أَرفع للصلاة، قال: فلما سلم الإِمام قال: يا أَبا إسحاق، العجب منك ومن صاحبك أَبي عبد الله أحمد بن حنبل، تَرفعون في الصلاة، حدثنا هُشيم عن مُغيرة عن إبراهيم: أَنه كان يأمر بإِرسال اليدين في الصلاة، قال: فرجعت إِلى أَحمد فقلت له: يا أَبا عبد الله، أَبو نَصر يقول- وذكر ما حدثه به- فقال أَبو