فخرج، فجلس على دكان طين حذاءَ بابه. فأَخذ أَحمد بن حنبل، فأَجلسَه عن يمينه، وأَخذ يحيى بن مَعِين، فأَجلسه عن يساره. ثم جلستُ أَسفل الدكان، فأَخرج يحيى بن مَعِين الطبق فقرأ عليه عشرة أَحاديث، وأَبو نُعَيْم ساكت، ثم قرأَ الحادي عشر، فقال له أَبو نعيم: ليس من حديثي، اضرب عليه؛ ثم قرأَ العشر الثاني، وأَبو نُعَيم ساكت، فقرأَ الحديث الثاني، فقال أبو نُعَيم: ليس من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأَ العشر الثالث وقرأَ الحديث الثالث، فتغير أَبو نعيم، وانقلبت عيناه، وأَقبل على يحيى بن مَعِين، فقال له: أَما هذا- وذراع أَحمد في يده- فأَورعُ من أَن يمل هذا، وأَما هذا- يُريدني- فأَقل من أَن يفعل مثل هذا، ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج رجلَه فرفس يحيى بن معين فَرمى به من الدكان وقام فدخل داره؛ فقال أحمد ليحيى: ألم أمنعكَ من الرجل وأَقل لك: إِنه ثَبَتٌ؟ فقال: والله لرفسته لي أَحب إِليَّ من سفري.
قُتيبة بن سَعيد
أَخبرنا عبد الملك بن أَبي القاسم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأَنصاري، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الله بن منصور المَرْوَزِيّ، قال: سمعتُ قُتيبة بن سعيد، يقول: خَير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب. فقال له أَبو بكر الرازي: ومن الشاب يا أَبا رجاء؟ قال: ابن حنبل، قال: تقول شاب وهو شيخ أَهل العراق! قال: لقيته وهو شاب.
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: