قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن صالح، قال: أخبرنا أَبي، قال: حدثنا محمد بن حيان، قال: سمعت هارون بن السَّكن، قال: سمعتُ الرمادي، يقول: كنا عند أَبي نُعَيْم نسمع مع أحمد بن حنبل، ويَحيى بن مَعِين، وكان أَبو نُعَيْم إِذا قعد في تلك الأَيام للحديث، كان أَحمد عن يمينه، ويحيى على يساره، فجاءَني يحيى يوماً ومعه ورقة قد كتب فيها أَحاديث من أَحاديث أَبي نُعيم، وأَدخل في خَلِلها ما ليس من حديثه، فقال: أَعطه بحضرتنا حتى يقرأ، فلما خفَّ المجلسُ ناوله الورقة فنظر فيها كلها، ثم تأملني، ونظر غليهما، ثم قال- وأَشار إِلى أَحمد-: أَما هذا فأَدْيَن من أَن يفعل هذا، وأَما أَنت فلا تفعل، وليس هذا إِلَّا من عمل هذا، ثم رَفس يحيى رفسةً رماه إِلى أَسفل السرير. وقال: عليَّ تعمل؟! فقام يحيى وقَبّله؛ وقال: جزاك الله عن الإِسلام خيراً، مثلك من يحدث، إِنما أَردت أَن أُجرّبك.

أَخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: قرأت على علي بن أَبي علي البصري، عن علي بن الحسن الجراحي، قال: حدثنا أَحمد بن محمد بن الجراح أَبو عَبد الله، قال: سمعت أَحمد بن منصور، يقول: خرجتُ مع أَحمد بن حنبل ويَحيى بن مَعِين لأَحمد بن حنبل: أُريد أَختبر أَبا نُعَيْم. فقال له أحمد بن حنبل: لا ترد، الرجل ثقة. فقال يَحيى: لابدَّ لي. فأَخذ ورقةً وكتب فيها ثلاثين حديثاً من حديث أَبي نُعَيْم؛ وجعل على رأس كل عشرة منها حديثاً ليس من حديثه. ثم جاءوا إِلى أَبي نُعيم، فدقوا عليه الباب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015