لأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ: مَا الَّذِي تَنْقِمُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: الرَّأْيَ، قُلْتُ: فَهَذَا مَالِكٌ أَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِالرَّأْيِ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكَنْ رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ خُلِّدَ فِي الْكُتُبِ، قُلْتُ: فَقَدْ خُلِّدَ رَأْيُ مَالِكٍ فِي الْكُتُبِ، قَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ أَكْثَرُ رَأْيًا مِنْهُ، قُلْتُ: فَهَلا تَكَلَّمْتُمْ فِي هَذَا بِحِصَّتِهِ وَهَذَا بِحِصَّتِهِ؟ ! فَسَكَتَ "
فَصْلٌ فِي وَرَعِهِ سِوَى مَا تَقَدَّمَ
قَالَ ابْنُ كَأْسٍ الْقَاضِي: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبْرِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: «كَانَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَرِيكَ أَبِي حَنِيفَةَ، وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُجَهِّزُ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَنْ فِي ثَوْبِ كَذَا عَيْبًا، فَإِذَا بِعْتَهُ فَبَيِّنْ، فَنَسِيَ حَفْصٌ وَبَاعَهُ مِنْ غَيْرِ تِبْيَانٍ مِنْ رَجُلٍ غَرِيبٍ، وَعَلِمَ أَبُو حَنِيفَةَ، فَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ ثَمَنِهِ»
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: «كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ حَسِنَ الدِّينِ، عَظِيمَ الأَمَانَةِ»
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَلَفٍ الْبَكَّائِيُّ: نَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ،