وَاجْتمعت كلمة الناطقين فِي هَذَا الْعلم أَن التصوف هُوَ الْخلق وجماع الْكَلَام فِيهِ يَدُور على قطب وَاحِد وَهُوَ بذل الْمَعْرُوف وكف الْأَذَى

وَإِنَّمَا يدْرك إِمْكَان ذَلِك قي ثَلَاثَة أَشْيَاء

فِي الْعلم والجود وَالصَّبْر

وَهُوَ على ثَلَاث دَرَجَات

الدرجَة الأولى أَن تعرف مقَام الْخلق أَنهم بأقدارهم مربوطون وَفِي طاقتهم محبوسون وعَلى الحكم موقوفون

فتستفيد بِهَذِهِ الْمعرفَة ثَلَاثَة أَشْيَاء أَمن الْخلق مِنْك حَتَّى الْكَلْب ومحبة الْخلق إياك وَنَجَاة الْخلق بك

والدرجة الثَّانِيَة تَحْسِين خلقك مَعَ الْحق وتحسينه مِنْك أَن تعلم أَن كل مَا يَأْتِي مِنْك يُوجب عذرا وكل مَا يَأْتِي من الْحق يُوجب شكرا وَأَن لَا ترى لَهُ من الْوَفَاء بدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015