الأنس بالله سبحانه أعلى من الأنس بما يرجوه العابد من نعيم الجنة المخلوق.

يسير من رضوان الله أكبر من الجنان وما فيها!.

الحكمة من احتجاب الله تعالى عن خلقه في الدنيا.

جداً، فـ (موضع سوط في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها) كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?)، وقال ابن القيم - رحمه الله - يصف الأنس بالإله الحق سبحانه: (والأنس به سبحانه أعلى من الأنس بما يرجوه العابد من نعيم الجنة) (?).

وقال في قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} (?): (فيسيرٌ من رضوانه ولا يقال له " يسير " أكبر من الجنان وما فيها!) انتهى؛ فتأمل قوله: (أكبر من الجنان وما فيها)!.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله -: (فأما في الآخرة فما أكبر نعيم أهل الجنة إلا النظر إلى وجهه، والخيبة لمن حُرِمه!) (?).

ثم ذكر أن الله تعالى (احتجب من خلقه لِيَبْلُوَ بذلك إيمانهم أيّهم يؤمن به ويعرفه بالغيب ولم يره، وإنما يجزي العباد على إيمانهم بالغيب، لأن الله عز وجل لو تبدّى لخلقه وتجلى لهم في الدنيا لم يكن لإيمان الغيب هناك معنى، كما أنه لم يكفر به عندها كافر، ولا عصاه عاص، ولكن احتجب عنهم في الدنيا ودعاهم إلى الإيمان به بالغيب وإلى معرفته والإقرار بربوبيته، ليؤمن به من سبقت له منه السعادة، ويحق القول على الكافرين، ولوْ قد تجلى لهم لآمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015