فقالوا جميعاً: " أبى الله أن تحيا به إلاّ قلوب المتقين، فمن طَمِعَ في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع، ومَن تبع طبيباً مريضاً دامتْ عِلّته " وَوَدّعوني ومَضوْا، وقد أتى عليّ حِينٌ ولا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري) انتهى (?)، ويا لها من موعظة!، فالتقوى وصية الله لعباده وهي وصية الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - لأممهم، وبها يَنال العبد رفيع الأحوال، ويبلغ غاية الآمال.
وحيث إنه قد تبَيَّن موضوعُ هذا الكتاب فالسؤال الوارد الآن هو: هل من تحقيق المعرفة بالله جل جلاله والصدق والإخلاص في إرادة وجهه الكريم والقرب منه ومحبته والشوق إليه أن يكون الغالب على فِكْرِ العبد إذا تفكَّر والسابقُ إلى قلبه في الإرادة والطلب نساءُ الجنةِ من الحوُرِ، وكذلك ما فيها من المآكل والمشارب والمساكن والقصور؟!.
لقد ظَهَرَ لكَ أن هذا عند العارفين بمعبودهم الحقِّ قُصُور!، وإننا لو أنصفنا لعرفنا، فهل نَظَرْنا وتَدَبَّرْنا وتَفَكَّرْنا إذا حصَلَ عندما نَمُرّ بآيةٍ من آيات صفاتِ الإله - جلّ جلاله - أو حديثٍ ممَّا يفتح بابَ معرفته ومحبته سبحانه يكون كنظرنا وتدبرنا وتفكرنا إذا حصل عندما نَمُرّ بآيةٍ أو حديثٍ فيه وصف الحور والمآكل والمشارب والقصور؟!.
هذا ميزانٌ يَصْدُقُكَ في التفكُّرِ المقيَّد وكذلك التفكُّر الْمُطْلَق!.