فالخوف أوْلى بالمسي ... ءِ إذا تَألَّهَ والحَزَنْ
والْحُبُّ يَجْمُلُ بالتُّقا ... ءِ وبالنَّقَاءِ مِنَ الدّرَنْ
الشاهد السادس: ثم قال ابن القيم - قدس الله روحه -: (هذا وفوق ذلك شاهد آخر تضمحل فيه هذه الشواهد، ويغيب به العبد عنها كلها، وهو شاهد جلال الرب تعالى وجماله وكماله وعزّه وسلطانه وقيوميته وعلوّه فوق عرشه، وتكلمه بكتبه وكلمات تكوينه وخطابه لملائكته وأنبيائه.
فإذا شاهده شاهد بقلبه قيّوماً قاهراً فوق عباده مستوياً على عرشه منفرداً بتدبير مملكته، آمرًا ناهياً مرسلاً رسله ومنزلاً كتبه، يرضى ويغضب ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعز ويذل ويحب ويكره، ويرحم إذا اسْتُرحم ويغفر إذا استُغفر، ويعطي إذا سُئل، ويجيب إذا دُعي ويُقيل إذا اسْتقيل، أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء وأعز من كل شيء وأقدر من كل شيء وأعلم من كل شيء وأحكم من كل شيء).
ثم قال: (ولوْ قُدِّر جمال الخلق كلهم على واحد منهم ثم كانوا كلهم بذلك الجمال، ثم نُسِب إلى جمال الرب تعالى لكان دون سراج ضعيف بالنسبة إلى عين الشمس).
ثم قال: (فالسموات السبع في كَفِّه كخردلة في كف العبد، ولوْ أن الخلق كلهم من أولهم إلى آخرهم قاموا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله عز وجل،