قول الله تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (?)، قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نورُه وبركته عليهم في ديارهم) (?)، فإذا انضم هذا الشاهد إلى الشواهد التي قبله فهناك يسير القلب إلى ربه أسرع من سير الرياح في مهابِّها فلا يلتفت في طريقه يميناً ولا شمالاً) انتهى.
قد يظن القارئ أن هذا منتهى المسير، والحقيقة أننا إن انتهينا إلى هذا انتهينا إلى غاية جليلة عظيمة، فهذا المقام بالنسبة لعلمنا وزماننا وأحوالنا مَنْ يناله؟!، وإنما لم ينته المسير بَعْد، وما يأتي وهو الشاهد السادس هو الذي عليه مدار معاني هذا الكتاب لبيان خطأ التعلق الشديد بالحور العين وخشية الانقطاع أو ضعف التعلق بالمعبود الحق سبحانه، وإن كانت هذه المقامات لا تليق بنا ولا بزماننا وإنما نرجو رحمة الله وأن يتوب علينا وينجينا من النار، ونريد هنا بيان إخلاص التوحيد وتجريد المحبة وتصحيح العبودية، والتوفيق بيد الله، وَفضْلُه عظيمٌ يؤتيهِ مَنْ يَشاء، وقبل أن أنقل هنا الشاهد السادس من شواهد السائر إلى ربه عز وجل أسأل الله أن يغفر لي ولجميع المسلمين، ولا مانع وإن كنا لسنا بأهل أن يتجاوز كلامنا وصْف جهنم فهو نقل عن السلف والعلم شيء والحال شيء آخر، فلا يُحمّل الكاتب مالا يحتمل، وكما يقال: