الْهُدى كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بقوله: وما تهوى الأنفس: أى أبل للإنسان ما تمنى: أى ليست الأشياء بالتمنى بل الأمر لله تعالى ما تَمَنَّى كاف وَالْأُولى تامّ، ومثله:
ويرضى تَسْمِيَةَ الْأُنْثى كاف مِنْ عِلْمٍ جائز إِلَّا الظَّنَّ حسن، ومثله: من الحق شيئا الْحَياةَ الدُّنْيا كاف، ومثله: من العلم بِمَنِ اهْتَدى تامّ وَما فِي الْأَرْضِ تامّ: عند أبي حاتم على أن اللام متعلقة بمحذوف تقديره- فهو يضل من يشاء ويهدى من يشاء ليجزى الذين أساءوا بما عملوا- وقال السمين: اللام للصيرورة: أى عاقبة أمرهم جميعا للجزاء بما عملوا بِالْحُسْنَى ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله إِلَّا اللَّمَمَ كاف: على أن الاستثناء منقطع، لأنه لم يدخل تحت ما قبله وهو صغار الذنوب. وقيل متصل، لأن ما بعده متصل بما قبله والمعنى عند المفسرين إن ربك واسع المغفرة لمن أتى اللمم واسِعُ الْمَغْفِرَةِ تامّ: ولا يوقف على بكم، ولا على من الأرض أُمَّهاتِكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ أحسن مما قبله بِمَنِ اتَّقى تامّ وَأَكْدى كاف، ومثله: فهو يرى، ولا يوقف هنا، لأن أم فى قوله: أم لم ينبأ هي أم المعاقبة لألف الاستفهام كأنه قال: أيعلم الغيب أم لم يخبر بما في صحف موسى: أى أسفار التوراة اه. كواشي بِما فِي صُحُفِ مُوسى جائز عند نافع. وقال الأخفش وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى كاف: على استئناف سؤال كأن قائلا قال وما فى صحفهما. فأجيب- ألا تزر وازرة وزر أخرى- وجائز إن جعل ما بعده بدلا من ما في قوله: بما في صحف، وكذا:
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .