الماضي وَالسَّلاسِلُ تامّ، لمن رفع السلاسل بالعطف على الأغلال، ثم يبتدئ يسحبون، أي: هم يسحبون، وهي قراءة العامة، وكذا يوقف على السَّلاسِلُ على قراءة ابن عباس، والسلاسل بالجرّ. قال ابن الأنباري:
والأغلال مرفوعة لفظا مجرورة محلا، إذ التقدير: إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل، لكن ضعف تقدير حرف الجرّ وإعماله، وقد جاء في أشعار العرب وكلامهم، وقرأ ابن عباس بنصب السلاسل، ويسحبون بفتح الياء مبنيّا للفاعل، فتكون السلاسل مفعولا مقدّما، وعليها فالوقف على: في أعناقهم، لأن السلاسل تسحب على إسناد الفعل للفاعل، فكأنه قال: ويسحبون بالسلاسل، وهو أشد عليهم، إلا أنه لما حذف الباء وصل الفعل إليه فنصبه، فعلى هذا لا يوقف على السلاسل، ولا على يسحبون، لأن ما بعده ظرف للسحب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد يُسْجَرُونَ جائز، لأنه آخر آية، أي: يصيرون وقودا للنار مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن، ومثله: ضلوا عنا، وكذا: من قبل شيئا. وقيل: تامّ، لأنه انقضاء كلامهم الْكافِرِينَ كاف، ومثله: تمرحون خالِدِينَ فِيها حسن الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ حسن أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ليس بوقف لمكان الفاء يُرْجَعُونَ تامّ مِنْ قَبْلِكَ حسن، ومثله: نقصص عليك بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْمُبْطِلُونَ تامّ تَأْكُلُونَ كاف، ومثله: تحملون آياتِهِ حسن تُنْكِرُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام، فأيّ منصوبة بتنكرون مِنْ قَبْلِهِمْ حسن، ومثله: وآثارا في الأرض يَكْسِبُونَ كاف مِنَ الْعِلْمِ حسن
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .