مطلب ثواب القارئ:
أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» وأخرج أيضا من حديث ابن عمر مرفوعا: «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه، وهو ما يقابل اللحن إذ القراءة به ليست قراءة ولا ثواب فيها، وإطلاق الإعراب على النحو اصطلاح حادث، لأنه كان لهم سجية لا يحتاجون إلى تعلمه، وتفسير القرآن لا يعلم إلا بأن يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه، بخلاف كلام غيره، ولهذا كان كلام الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع، فلا يفسر بمجرّد الرأي والاجتهاد لخبر «من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (?) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، وثبت متصل الإسناد إلى شداد بن أوس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبّ متى هب» وفيه: «ما من رجل يعلم ولده القرآن إلا توّج يوم القيامة بتاج في الجنة» وفيه: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل القرآن كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند الله آخر آية تقرؤها» (?).
ـــــــــــــــــــــــــ
وفمال الذين كفروا في المعارج فكلمتان، واختار الأصل أنهما كلمة واحدة، ووقف على ما في ذلك أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، والباقون على اللام، واختار ابن