وإنما قال آية ولم يقل آيتين لأنها قصة واحدة، وهي ولادتها له من غير ذكر وَمَعِينٍ تامّ، للابتداء بياء النداء، بناء على أن ما بعده خطاب لنبينا وحده كقوله: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ وهو نعيم بن مسعود الأشجعي وحده ليدل بذلك على أن الرسل أمروا بأكل الطيبات، وهو الحلال الذي طيبه الله لآكليه، وليس بوقف لمن قال إنه خطاب لعيسى ابن مريم، واحتج بما روي أن عيسى كان يأكل من غزل أمه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز (صالحين) جائز. وقيل: كاف عَلِيمٌ تام: لمن قرأ: وإن هذه بكسر الهمزة عطفا على إني، وهو حمزة والكسائي وعاصم، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على بما فتكون إنّ في موضع خفض، والتقدير: عليم بأن هذه، وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وإن نصبت بإضمار فعل نحو، واعلموا أن فتكون إن في موضع نصب كان الوقف على عليم جائزا أُمَّةً واحِدَةً كاف، على استئناف ما بعده فَاتَّقُونِ كاف زُبُراً حسن فَرِحُونَ أحسن منه حَتَّى حِينٍ كاف، وقد اختلف في «ما» من إنما هل هي مصدرية حرف واحد أو موصولة، فهي حرفان، فعلى أنها مصدرية حرف واحد هو مذهب الكسائي، رواه خلف عنه، وعليه يوقف على بنين لأنه قد حصل بعد فعل الحسان نسبة من مسند ومسند إليه، نحو حسبت إنما ينطلق زيد، وإنما يضرب بكر فينسبك منها ومما بعدها مصدر هو اسم إن والجملة خبر إن، وقيل: لا يوقف على بنين لأن نسارع خبر إن على أن إنما حرفان وما بمعنى الذي بدليل عود الضمير من به إليها وهي اسم إن وصلتها نمدّهم، ومن مال حال من الموصول أو بيان له، ونسارع خبر إن والعائد محذوف، أي: نسارع لهم به أو فيه. قاله
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .