أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ أولا، فإن جعلت مسلطة عليها، وأن يدعو بمعنى يقول واللام للابتداء، ومن اسم موصول مبتدأ وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، وخبر من محذوف تقديره يقول للذي ضرّه أقرب من نفعه إلهي كما قال الشاعر: [الكامل]
يدعو عنيتر والرّماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
أراد يقول يا عنيتر، فالجملة في محل نصب بيدعو لأنها مسلطة عليها، فلا يوقف على يدعو لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولبئس المولى مستأنف، ونسب هذا لأبي عليّ الفارسي وإن لم تجعل يدعو مسلطة على الجملة، وأن يدعو الثانية توكيد ليدعو الأولى ولا معمول لها، وفي تكريرها إيذان بأنه مقيم على الضلال، فكأنه قيل يدعو من دون الله الذي لا يضرّه ولا ينفعه، فتكون الجملة معترضة بين المؤكد والمؤكد، فلا تقتضي مفعولا ثانيا، وعلى هذا يحسن الوقف على يدعو، وقوله: لمن ضرّه مستأنف واللام للابتداء ومن مبتدأ، وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، والجملة خبر الأوّل أو الخبر محذوف دلّ عليه لبئس المولى، والتقدير لمن ضرّه أقرب من نفعه إلهه، والجملة صلة، ويجوز أن يكون يدعو من متعلق الضلال، وأن ذلك اسم موصول بمعنى الذي عند الكوفيين، إذ يجيزون في أسماء الإشارة كلها أن تكون موصولة، والبصريون لا يكون عندهم من أسماء الإشارة موصول إلا إذا بشرط أن يتقدّم عليها ما أو من الاستفهاميتان فهو مبتدأ والضلال خبره والجملة صلة والموصول وصلته في محل نصب مفعول يدعو، والمعنى يدعو الذي هو الضلال البعيد. وهذا تكلف، إذ لو كان كذلك لانتصب الضلال، وقوله: هو عماد والعماد لا يمنع الإعراب كقوله: تجدوه عند الله هو خيرا فخيرا مفعول ثان لتجدوه، وعلى هذا يوقف على يدعو، والكلام على بقية الوجوه يستدعي طولا إذ لو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .