آمنوا، لأن ما بعده مقول قال: نَدِيًّا كاف، ومثله: من قرن، وكذا: ورئيا، وكذا: مدّا، وجواب إذا محذوف تقديره: إذا رأوا العذاب أو الساعة آمنوا وَإِمَّا السَّاعَةَ جائز، للابتداء بالتهديد وَأَضْعَفُ جُنْداً تامّ، ومثله:
هدى، عند أبي حاتم وكذا: مردّا، وولدا، لأنه آخر كلامهم الْغَيْبَ ليس بوقف، لأن أم معادلة للهمزة في أَطَّلَعَ فلا يفصل بينهما، لأنهما كالشيء الواحد عَهْداً تامّ وكَلَّا أتمّ منه، لأنها للردع والزجر. قاله الخليل وسيبويه. وقال أبو حاتم: هي بمعنى ألا الاستفتاحية، وهذه هي الأولى من لفظ كَلَّا الواقع في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة، وليس في النصف الأول منها شيء. وسئل جعفر بن محمد عن كَلَّا لم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأن معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلا بمكة، لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار، وأحسن ما قيل في معنى كلا إنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعا وزجرا لما قبلها، أو تكون بمعنى ألا بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد وإن كانت بمعنى ألا أو حقا فإنه يوقف على ما قبلها ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ كَلَّا وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم مَدًّا جائز، ولا يوقف على يقول لعطف ما بعده على ما قبله فَرْداً كاف عِزًّا جائز كَلَّا تام، لأنها للردع والزجر كالتي قبلها ضِدًّا تامّ أَزًّا جائز، ومثله: فلا تعجل عليهم عَدًّا كاف، إن نصب يوم بمضمر، أو قطع
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .