القاف فرطبا مفعول به، ومن قرأ يساقط بالتحتية جعله للجذع، ومن قرأ بالفوقية جعله للنخلة جَنِيًّا كاف، وأباه بعضهم لأن ما بعده جواب الأمر، وهو قوله: فكلي وَقَرِّي عَيْناً كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب الشرط فقولي، وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها فلما ترينّ من البشر أحدا فسألك الكلام فقولي، وبهذا المقدّر يتخلص من إشكال، وهو أن قولها:

فلن أكلم اليوم إنسيّا كلام فيكون تناقضا لأنها كلمت إنسيّا بهذا الكلام إِنْسِيًّا كاف تَحْمِلُهُ حسن، بمعنى حاملة له فَرِيًّا كاف، يا أخت هارون، هارون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة، وليس هو هارون أخا موسى بن عمران، فإن بينهما مئينا من السنين، قال ابن عباس: هو عمران بن ماثان جدّ عيسى من قبل أمه. وقال الكلبي: كان هارون أخا مريم من أبيها، وقيل: كان هارون رجلا فاسقا شبهوها به، وقد ذكرت مريم في القرآن وكرّر اسمها في أربعة وثلاثين موضعا: ولم يسمّ في القرآن من النساء غيرها امْرَأَ سَوْءٍ جائز بَغِيًّا كاف، وكذا: فأشارت إليه، ومثله: صبيّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ جائز، ومثله: نبيّا أَيْنَ ما كُنْتُ حسن، وقيل: كاف حَيًّا حسن إن نصب برّا بمقدر أو على قراءة من قرأ:

وبرّ بوالدتي، وعلى قراءة العامّة وبرّا بالنصب عطفا على مباركا من حيث كونه رأس آية يجوز بِوالِدَتِي حسن شَقِيًّا تامّ، ومثله: حيّا ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كاف، لمن قرأ قول الحق بالنصب، وهو عاصم وابن عامر على أن قول مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم: وعد الصدق، أي: الموعد

ـــــــــــــــــــــــــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015