لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ حسن، ومثله: بقطع من الليل على قراءة من قرأ: إلا امرأتك بالرفع بدلا من أحد، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناء من قوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ، وهي قراءة الباقين، ويجوز نصبه استثناء من أحد، والوقف على الليل كما قرئ: ما فعلوه إلا قليلا بالنصب وإِلَّا امْرَأَتَكَ حسن، على القراءتين. قال قتادة والسدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوا لوطا نصف النهار، وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قال الله لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم، فاستضافوه فانطلق بهم، فلما مشى ساعة قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟
قال أشهد بالله إنهم لشرّ أهل قرية في الأرض عملا فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيت لوط عليه السلام، فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت: إنّ في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء قومه يهرعون إليه، أي: يسرعون في المشي، فقال لهم حين حضروا وظنوا أنهم غلمان: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم من نكاح الرجال: يعني بالتزويج، ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائزا كما زوّج النبي صلّى الله عليه وسلّم ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقيل أراد نساء أمته كما قرئ في الشاذ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وهو أب لهم). انتهى النكزاوي. قال ابن عباس: أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم قالوا: يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له. فقام في الصورة التي خلقه الله عليها فنشر جناحه وضرب وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم،
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .