أي: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة، لأنه يفسد أن ينسق على إسحاق الأول لدخول من بينهما، إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد، ومن نصب لم يرد هذا الوجه. وإنما أراد أن يضمر فعلا ينصبه به كما تقول: مررت بعبد الله ومن بعده محمدا على معنى وجزت من بعده محمدا، وليس بوقف إن جرّ يعقوب تقديرا، والمعنى فبشرناها بإسحاق ويعقوب، وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف، وهذا بعيد، والصحيح أنه منصوب بفعل مقدّر دلّ عليه المظهر، والتقدير: وآتيناها من وراء إسحاق يعقوب، فيعقوب ليس مجرورا عطفا على إسحاق، لأن متى كان المعطوف عليه مجرورا أعيد مع المعطوف الجارّ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ حسن، ومثله: شيخا عَجِيبٌ كاف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ حسن أَهْلَ الْبَيْتِ كاف مَجِيدٌ تامّ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى صالح، على أن جواب لما محذوف، أي: أقبل يجادلنا، فيجادلنا حال من فاعل أقبل، وليس بوقف إن جعل جوابها يجادلنا، وكذا إن جعل يجادلنا حالا من ضمير المفعول في جاءته فِي قَوْمِ لُوطٍ كاف، وقيل تامّ، وهو رأس آية في غير البصري، وذلك أن لوطا لم يعرف أنهم ملائكة، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة لأنهم كانوا في أحسن حال فخاف عليهم، وعلم أنه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه مُنِيبٌ تامّ أَعْرِضْ عَنْ هذا حسن ومثله: أمر ربك غَيْرُ مَرْدُودٍ كاف، ومثله: عصيب، أي: شديد إِلَيْهِ حسن، ومثله: السيئات، وكذا: هنّ أطهر لكم ضَيْفِي كاف، استئناف على الاستفهام رَشِيدٌ كاف مِنْ حَقٍّ جائز ما نُرِيدُ حسن، وهو إتيان الذكور شَدِيدٍ كاف، وجواب لو محذوف تقديره، لبطشت بكم
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .