قريش: فأنت أيّ شيء نزل فيك؟ فقال: ويتلوه شاهد منه. وقيل الشاهد لسانه صلّى الله عليه وسلّم. وفي الشاهد أقوال كثيرة كلها توجب الوقف على منه يُؤْمِنُونَ بِهِ كاف، للابتداء بالشرط مَوْعِدُهُ حسن، ومثله: في مرية منه على قراءة إنه بكسر الهمزة وليس بوقف لمن فتحها وهو عيسى بن عمر مِنْ رَبِّكَ الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده لا يُؤْمِنُونَ تامّ كَذِباً حسن. وقيل:

كاف عَلى رَبِّهِمْ كاف، على استئناف ما بعده عَلى رَبِّهِمْ الثاني.

قال محمد بن جرير: تم الكلام. ثم قال الله تعالى: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ فعلى قوله لا يوقف على الظَّالِمِينَ لأن الله إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة بقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية كافِرُونَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن، للابتداء بالنفي مِنْ أَوْلِياءَ تامّ عند نافع، وكذا: العذاب. ثم يبتدأ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ أي: لم يكونوا يستمعون القرآن ولا ما يأتي به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لشدّة العداوة، فلذلك كانت ما نفيا، ولذلك حسن الوقف على العذاب. وقيل: ما بمعنى الذي ومعها حرف جرّ محذوف، أي: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، فلما حذفت الباء تخفيفا وصل الفعل فنصب، وعلى هذا لا يوقف على العذاب يُبْصِرُونَ كاف، على القولين في ما أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ كاف، لا وقف بين أن لا ردّ لإنكارهم البعث وأنهم يستحقون النار، كأنه قال: حقّ وجوب النار لهم. وقال الفراء: جرم مع لا كلمة واحدة معناها لا بدّ، فحينئذ لا يوقف على دون جرم الْأَخْسَرُونَ تامّ

ـــــــــــــــــــــــــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015