كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانا: أي مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك: أي مغفرتك فيكون منصوبا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير
الْمَصِيرُ
تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح، ومثله: ما كسبت، وكذا: وعليها ما اكتسبت. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن للابتداء بالنداء أَوْ أَخْطَأْنا، ومِنْ قَبْلِنا، وما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو: كافية للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها، لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء أَنْتَ مَوْلانا ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها الْكافِرِينَ تامّ، وفي الحديث: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرءان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان».
مائتا آية اتفاقا، وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وعشرون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس
ـــــــــــــــــــــــــ
بالله فلا يقطع عنه مِنْ رُسُلِهِ كاف على القراءتين، وكذا: سمعنا وأطعنا الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح لَها ما كَسَبَتْ جائز وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ حسن، وكذا: أو أخطأنا، ومن قبلنا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كاف وَاعْفُ عَنَّا صالح وَاغْفِرْ لَنا مفهوم وَارْحَمْنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف لا يحسن الوقف على أَنْتَ مَوْلانا لمكان الفاء بعده، آخر السورة تامّ.
سورة آل عمران مدنية