بـ «أدعوا»، و «أنا» توكيدًا للضمير المستكن في «أدعو». و «من اتبعني» معطوف على ذلك الضمير، والمعنى: أدعو أنا إليها، ويدعو إليها من اتبعني على بصيرة. قال ابن مسعود: من كان مستنًّا فليستن بأصحاب نبيه الذين اختارهم الله لصحبته، ويتمسك بأخلاقهم. وليس بوقف أيضًا إن جعل «على بصيرة» حالًا من ضمير «أدعو»، و «أنا» فاعلًا بالجار والمجرور النائب عن ذلك المحذوف.
{أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [108] حسن، اتفق علماء الرسم على إثبات الياء في «اتبعني» هنا خاصة، كما هو كذلك في جميع المصاحف العثمانية.
{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} [108] تام.
{مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [109] كاف، ومثله: «من قبلهم»؛ للابتداء بلام الابتداء، وكذا «اتقوا» لمن قرأ: «تعقلون» بالتاء الفوقية (?).
{تَعْقِلُونَ (109)} [109] تام.
{نَصْرُنَا} [110] حسن لمن قرأ: «فننجِي» مخففًا، ولا يوقف على «نشاء»، وليس بوقف لمن قرأ: «فنجّي» مشددًا، ويوقف على «نشاء»، وهو كاف (?).
الضمائر الثلاثة في «وظنوا أنهم قد كذبوا» للرسل. ومعنى التشديد في «كذبوا»: أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، والتخفيف أن الرسل توهموا أن نفوسهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر أو العقاب، وأنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة التخفيف بهذا التأويل؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوعد بشيء أخلف فيه، وعائشة قالت: معاذ الله لم تكن الرسل لتظن أن لا نصر لهم في الدنيا. ومعاذ الله أن تنسب إلى شيء من ذلك؛ لتواتر هذه القراءة. وأحسن ما وجهت به هذه القراءة أن الضمير في وظنوا عائد إلى المرسل إليهم؛ لتقدمهم، وأن الضمير في «إنهم»، و «كذبوا» عائد على الرسل، أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليهم بالوحي، وبنصرهم عليهم (?).