وذكر بإسناده إلى الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ} 1 قال: "حق على كل من تعلّم القرآن أن يكون فقيهاً" 2.

وقال ابن جرير الطبري رحمه الله (ت 310هـ‍.) بعد ذكره لأقوال السلف في تفسير هذه الآية:

"فالربانيون إذاً هم عماد الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا، ولذلك قال مجاهد: هم فوق الأحبار، لأن الأحبار هم العلماء، والرباني الجامع إلى العلم والفقه والبصر بالسياسة والتدبير، والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دينهم ودنياهم" 3.

وقال ابن عبد البر: "فمن حفظه قبل بلوغه ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب كان له ذلك عوناً كبيراً على مراده منه ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء في ذلك، وهو أمر قريب على من قرّبه الله عليه. ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فبها يصل الطالب إلى مراد الله عز وجل في كتابه وهي تفتح له أحكام القرآن فتحاً، وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تنبيه على كثير من الناسخ والمنسوخ في السنن.

"ومن طلب السنن فليكن معوله على حديث الأئمة الثقات الحفاظ الذين جعلهم الله خزائن العلم وأمناء سنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كمالك بن أنس ومن جرى مجراه من ثقات علماء الحجاز، والعراق، والشام كشعبة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، ومعمر وسائر الأئمة رحمهم الله جميعاً".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015