ذاك أحب إليَّ لك من كثير من الحديث" 1.

وبسنده أيضاً إلى عبد الله بن المبارك قال: قال لي مخلد بن الحسين (ت 191هـ‍.) :

"نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث" 2.

وعن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري (ت 344هـ‍.) قال: "علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح" 3.

وعن عيسى بن حماد زغبة (ت 248هـ‍.) قال: سمعت الليث بن سعد (ت 175هـ‍.) يقول - وقد أشرف على أصحاب الحديث فرأى منهم شيئاً -: "ما هذا؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم" 4.

وقال سفيان بن عيينة (ت 198هـ‍.) : نظر عبيد الله بن عمر (ت 147هـ‍.) إلى أصحاب الحديث وزحامهم فقال: "شنتم العلم وذهبتم بنوره، لو أَدْركَنا وإياكم عمرُ بن الخطاب لأوْجَعَنا ضرباً" 5.

وعن محمد بن عيسى الزجاج قال:

"سمعت أبا عاصم يقول: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا، فيجب أن يكون خير الناس" 6.

قال الخطيب البغدادي:

"وقد رأيت خلقاً من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويَعُدُّون أنفسهم من أهله المختصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يَدّعون، وأقلُّهم معرفة بما إليه ينتسبون. يرى الواحد منهم إذا كتب عدداً قليلاً من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015