مَرَدٌّ يَرُدُّهُم لِلحَقِّ إِذَا مَا تَنَازَعُوا سِياسِيّاً. فَبَدَأَ بِالجَانِبِ الدِّينيِّ الذّيْ يَمَسُّ عَقِيْدَةَ الإِسْلامِ يَرُومُ زَعزَعَتَهُ كَمَا زَعْزَعَ سِيَاسَةَ البِلادِ فِيْ أَرْكَانِهَا. فَكَانَ مِنْ جَرَائِمِه الدّيْنيّةِ التّي كَانَ سَنَّها حتّى صَارَتْ دِيناً وأْصْلاً مِنْ أُصُولِ الرَّافِضَةِ فِيْمَا بَعْد، الطَّعنُ والسَّبُّ في الصَّحَابَةِ الكِرَام، وكَانَ أَوّلُ مَنْ دَعَا إِلَى القَوْلِ بتَأْليْهِ عَليّ بن أَبي طَالِب رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى هَمَّ بتَحْرِيقِهِ ثُّمّ نَفاهُ وحَرَّقَ السَّبَأِيَّة الّذِينَ اتّبعُوا قَوْلَهُ وتمسَّكُوا بِتَأليْهِهِ بَعْدَ أَنْ رَفَضُوْا اسْتِتابَتَهُ لَهُم، وأَخَذَ هَذَا اليَهُودِيُّ الرَّافِضِيُّ يُرَوِّجُ لِخَليطٍ مِنْ فَاسِدِ مُعْتَقَدَاتٍ يَهُوْدِيَّة ونَصْرَانيّة ومَجُوسِيّة، حَتّى ثَبتَتْ هَذِهِ المُعْتَقَداتِ في نُفُوسِ أَصْحَابها. فَكَانَتْ أُسُسَ وأُصُولَ مَذْهَبِ الرّوافِضِ عَلَى جَمِيْعِ فِرَقِهم.

وهَا هِيَ خِيَانَتُهُم تَتَواصَلُ حَتَّى بَعْدَ مَوْتِهِ لِتَصِلَ إِلى ابْنَيْهِ الحسَنِ والحَُسَين سِبْطَي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وسَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجنّةِ. فَخَانُوا الحَسَنَ حِيْنَ أَصَرّوا عَلَيْهِ مُحَرّضِينَ لَهُ بِالخُرُوجِ إِلى الشَّامِ لِقِتَالِ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْه. فَمَا كَانَ مِنْهُ وهُوَ الّذِي خَبَرَ مَكرَهُم وَوَافَقَهُم مُسَايَرةً لَهُم لإِخْرَاجِ خَبِيئَتِهِم وهُوَ يَمِيْلُ بِرَأيِهِ إِلى مُصَالحَة مُعَاوِيةَ إِلاّ أَنْ جَهَّزَّ جَيْشاً عَلِى رَأسِهِ قَيسُ بنُ عُبَادَة، فلمّا نَادى مُنَادٍ بِمَقْتلِ قَيْس سَرَتْ فِيْهِمُ الفَوْضَى وأَظْهَرُوا حَقِيْقَتَهُم وعَدَمَ ثَبَاتِهِم. فَانْقَلَبُوا عَلى الحَسَنِ يَنهَبونَ مَتَاعَهُ حَتَّى نَازَعُوهُ البِسَاطَ الذِّي كَانَ تَحْتَهُ بَعْدَ أَنْ طَعَنُوْهُ وجَرَحُوْه. بَلْ وَصَلَتْ خِيَانَتُهُمْ إِلى أَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ، فقد َخَرَجَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُصُورِ الْبِيضِ فِي الْمَدَائِنِ، وَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ حَتَّى نَزَلَ مَسْكَنً وَكَانَ عَلَى الْمَدَائِنِ عَمُّ الْمُخْتَارِ لابْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: سَعْدُ بن مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ الْمُخْتَارُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ: هَلْ لَكَ فِي الْغِنَى وَالشَّرَفِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: تُوثِقُ الْحَسَنَ وَتَسْتَأْمِنْ بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللَّهِ، أَأَثِبُ عَلَى ابْنِ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُوثِقُهُ؟! بِئْسَ الرَّجُلُ أَنْتَ، فَلَمَّا رَأَى الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ تَفَرُّقَ النَّاسِ عَنْهُ بَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يَطْلُبُ الصُّلْحَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بن عَامِرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن سَمُرَةَ بن حَبِيبِ بن عَبْدِ شَمْسٍ فَقَدِمَا عَلَى الْحَسَنِ بِالْمَدَائِنِ، فَأَعْطَيَاهُ مَا أَرَادَ وَصَالَحَاهُ، ثُمَّ قَامَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّاسِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، إِنَّهُ مِمَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015