كُلَّ يومٍ أربعَ دراهِم، وكانَ قدْ رَأى ما عَمِلَهُ المُسْلِمونَ بأهْلِ الذِّمَّة، وإذَا رَأَى سَبْيَهُم يَقْدُمُ المَدينة يَبُقى من ذلك في نَفْسِهِ شَيء) انتَهى كًلًامُهُ رَحِمَهُ اللهُ (?).
ثُمّ ظَهَرَتْ ثَانِي جَرِيمَةٍ سِياسِيّةٍ مِنْ جَرَائِمِ الرّافِضةِ أَلا وهِي جَريمةُ مَقتَل الخَلِيفة عُثمان رَضِيَ الله عنه، بَعدَ بَثِّ الشُّبََهِ واستِثارَةِ الشَّعب ضِدَّه. لكِنْ هَذِهِ المرّة، الجَرِيمَة مُستَنِدَةٌ على مخطَّطٍ وفِكرٍ مُتَبلوِرٍ ونَاضِجٍ وأَكْثَرُ حِبْكَةً مِنْ سابِقَتها، عَلَى يَدِ المؤَسِّس الحَقِيْقِيِّ لمَذهَبِ الرَّفض، اليَهُودِيُّ بنُ سَبَأ. حَتى أنَّ فِرقَةً مِنْ فِرَقِ الرّافِضَةِ انْتَسَبَتْ لَهُ وسُمُّوا بِالسَبَأِيَّة، وعَبْدُ اللهِ بنُ سَبَأ (?) هَذا وإِنْ كَان يَتَبَرَّأ مِنْه الرّافِضَةُ اليومَ ظَاهِرَاً إِلا أنَّهُ يَرْسَخُ في أمَّهَاتِ كُتبِهمْ بَاطِنَاً. حَتَّى أنَّ المحقِّقِين مِنْ عُلمائِهِم أكًّّدُوْا أَنَّ هَذِهِ الشَّخصيةَ مُثْبتَةٌ فِيْ أُمّهاتِ كُتُبِ الرّافِضَة، بَلْ وفِي كُتُبٍ مُتنَوّعةٍ ومَصَادِرَ مُخْتلفةٍ، بَعضُها في كُتُب الرِّجَالِ وبَعْضُهَا في الفِقْهِ وبَعْضُهَا فِيْ الفِرَق. ومِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِيْ كِتَابِ [شَرحِ نَهْجِ البَلاغَة] مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِيْ الحَدِيْدِ أَنَّ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ قَامَ إلَى عَليِّ وهُوَ يَخْطِب، ومِنْ كِتَابِ [الأنْوَارِ النُّعْمَانِيّةِ] مَا ذَكَرَهُ سَيِّدُهم "نِعمةُ الله الجَزَائريّ" قَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ لِعلِيّ: "أنت الإله حقاً" (?).
ومَع أنَّ هَذا اليَهُوْدِيَّ الأَصْلَ، الرَّافِضِيَّ المَنْهَجِ والدَّعْوَةِ قَدْ نَجَحَ فِيْ بَثِّ الِفتَنِ وتَشْكِيْكِ النّاسِ في شَرعِيَّةِ خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ومَعْ أنَّه تَمَّ وبإيْعِازٍ مِنْهُ قَتْلُ الخَلِيفَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، إِلا أنََّه لَمْ يَهْدَأ لَهُ بَالٌ بِذَلِك. لأنَّه حَقِيقَةً، لا يَقْصِدُ عَزْلَ أَمِيرٍ