صالح، أو متوسط، أو لا جيد، ولا رديء (?).

وفي القرن الرابع الهجري نجد عصر الموازنة بين الشعراء، والتوسط بينهم وبين خصومهم، ومن الكتب التي اهتمت بالبديع في ذلك الفترة: كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه، للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني المتوفي سنة 392 هـ، وقد سرد القاضي الجرجاني في هذا الكتاب ألوان البديع التي كانت دائرة حتى عصره، وهي: التجنيس، والمطابقة، وجمع الأوصاف، والتقفيه، والترصيع.

غير أن القاضي الجرجاني لم يورد هذه الألوان البديعية لأنه يجعلها من معاييره البلاغية والنقدية في وساطته بين المتنبي وخصومه، وإنما أوردها ليبين أنها من ألوان الصنعة التي أُغرم بها المحدثون، كأبي تمام -فأكثروا منها، فباعدت بينهم وبين طبعهم، فلم يسترسلوا له.

ذلك بأنه - في وساطته - لا يؤلف كتاباً في البديع، فذلك له مجال آخر وتعهد به القاضي الجرجاني، ولا ندري: أو في بعهده أم لا؟ ، فقد قال - بعد أن أورد هذه الفنون -: "ولنا في استيفاء هذا الكلام وتحديد هذه إلا ضرب قول "سنفرد له كتاباً يحتمل استعصاؤه فيه "وإنما ذكر ما ذكر من ألوان البديع توطئه لما يذكره على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015