أثره وتدريجاً إلى ما بعده ليكون كالشاهد المقبول قوله، وبمنزلة المسلم أمره.

والدليل على أن القاضي الجرجاني لم يكن يعجب بألوان البديع إعجابه بالاسترسال للطبع: أنه قارن بين أبيات في الغزل لأبي تمام، قد ملأها بألوان البديع والصنعة، من طباق وجناس، واستعارة، وبين أبيات لإعرابي قد استرسل لطبعه، وجرى على سجيته، فلم يحفل بإبداع أو صنعه، ففضل قول الإعرابي على قول أبي تمام.

على أننا نجد بعض الأدباء في القرن الخامس الهجري ينصرف إلى تقنين البلاغة وتفريع ألوان البديع، كأبي هلال العسكري المتوفي سنة 315 في كتابة: (الصناعتين) وابن رشيق القيرواني المتوفي سنة 463 هـ في كتابة و"العمدة في صناعتا لشغر ونقده".

أما أبو هلال فقد استقصى فنون البديع التي سجلها النقاد من قبله: وذكر أن فنون البديع خمسة وثلاثون فناً، وأنه زاد على ما أورده السابقون ستة فنون، والتقى بعبد الله بن المعتز في عشرة فنون هي: الاستعارة، والتطبيق أو الطباق، والتجنيس أو الجناس، والكناية والتعريض، ورد الإعجاز على الصدور، والالتفات، والاعتراض، والرجوع وتجاهل المعارف، والمذهب الكلامي، والتقى بقدامة في اثنى عشر فناً، هي: المقابلة، وصحة التقسمي، وصحة التفسير، والإشارة، والأرداف والتوابع، والغلو، والمبالغة، والعكس والتبديل، والترصيع، والإيغال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015