3 - عبد الرحمن بن سلمان الرعيني، قال البخاري: «فيه نظر» وقد وثقه ابن يونس وقال أبو حاتم: ما رأيت من حديثه منكراً، وهو صالح الحديث وله عند مسلم في مبيت ابن عباس عند ميمونة، وقال النسائي: ليس به بأس، وأدخله البخاري في الضعفاء فقال أبو حاتم يحول من هناك.
قال الأعظمي:
«والصواب عندي: أن ما قاله العراقي ليس بمطرد ولا صحيح على إطلاقه بل كثيراً ما يقوله البخاري ولا يوافقه عليه الجهابذة وكثيراً ما يقوله ويريد به إسناداً خاصاً كما قال في التاريخ الكبير 3/ 1/ 103 في ترجمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد) رائي الأذان (فيه نظر لأنه لم يذكر سماع بعضهم من بعض.
وكما في ترجمته من تهذيب التهذيب 6/ 160 وكثيراً ما يقوله ولا يعني الراوي بل حديث الراوي فعليك بالتثبت والتأني (?).
قلت:- الباحث- أما قول الأعظمي فمردود من عدة جهات: الأول: أن عدداً من الذين أوردهم قد ضعفهم غير البخاري فيكون مما اختلف فيه أهل العلم وهذا حاصل في كلام العلماء فكم من راو ضعفه عالم وقواه عالم آخر كما يعلم من كتب الرجال.
الثاني: أن بعض الأمثلة التي أوردها قال فيها البخاري: «في حديثه نظر»، وهذا يختلف عن قوله فيه نظر كما ذكره عدد من أهل العلم.
الثالث: إن سلم له مثال أو مثالين فقد يقال إن البخاري يستخدم هذا أحياناً قليلة في الجرح الخفيف وهذا ما يدل على كلام الذهبي رحمه الله حيث قال: قال البخاري: «فيه نظر»: «ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالباً»، فدل على أنه قد يذكرها أحياناً لغير الضعف الشديد.
وخلص الشريف العوني إلى القول: «لم يزل- يريد فيه نظر- غير دال وحده على الضعف الشديد، لأن من رأى أنها تدل على الضعف الشديد إنما اعتمد على ما نقل عن البخاري، غافلاً عن أدلة وإشكالات تنقض وتعترض النتيجة التي توصل إليها، وغير منتبه إلى أن عبارة البخاري وهي دليله الوحيد لا تدل أصلاً على المعنى الذي فهمه منها).