وقال اللكنوي في الرفع والتكميل في الجرح والتعديل قول البخاري في حق أحد من الرواة «فيه نظر»: يدل على أنه متهم عنده ولا كذلك عند غيره» (?).

وقال التهانوي: «البخاري يطلق فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه» (?).

وهكذا نجد جملة من العلماء ممن عرف بالاستقراء والتقصي ذهب إلى ترجيح القول أن البخاري يطلق هذه العبارة ويريد بها الجرح الشديد.

المبحث الثاني: من عدها جرحاً خفيفاً

استدل بعض من ذهب إلى هذا القول بما جاء عن الإمام الترمذي بعد أن نقل كلام البخاري في حكيم بن جبير: «لنا فيه نظر»، فأعقبه الترمذي بقوله: «ولم يعزم فيه على كل شيء» (?).

وكذا من أقوال الإمام ابن عدي صاحب الكامل، فمن ذلك أنه نقل عن البخاري أنه قال عن بكير من مسمار: «في حديثه بعض النظر» فأعقبه ابن عدي بقوله: «لم أجد في رواياته حديثاً منكراً، وأرجو أنه لا بأس به، والذي قاله البخاري هو كما قال، روى عنه أبو بكر الحنفي أحاديث لا أعرف فيها شيئاً منكراً، وعندي أنه مستقيم الحديث» (?).

وقال في موضع آخر في ترجمة ثعلبة بن يزيد الحماني أن البخاري قال عنه: «سمع علياً، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، فيه نظر، لا يتابع في حديثه». فقال ابن عدي بعد إخراجه حديثاً له: «ولثعلبة عن علي غير هذا، ولم أر له حديثاً منكراً في مقدار ما يرويه، وأما سماعه من علي ففيه نظر، كما قال البخاري فها هو ابن عدي يفسر قول البخاري: «فيه نظر» بأنه ينفي وينكر سماع ثعلبة من علي - رضي الله عنه -.

وذهب الحافظ ابن حجر إلى أبعد من ذلك في كتابه «بذل الماعون» عند ترجمة أبي بلج الفزاري الذي قال فيه البخاري: فيه نظر: «وهذه عبارته فيمن يكون وسطاً» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015