أما ابن كثير فيقول: «من ذلك أن البخاري إذا قال في الرجل: «سكتوا عنه أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردئها عنده، ولكنه لطيف العبارة في التجريح» (?).
وقال العراقي في شرح الألفية: «فلان فيه نظر وفلان سكتوا عنه يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه» (?).
وقال السيوطي في تدريب الراوي: «تنبيهات الأول البخاري يطلق فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية» (?).
وجعل هذا اللفظ في مقدمة الميزان مع المتروك، فقال: «ثم متروك، وليس بثقة، وسكتوا عنه، وذاهب الحديث، وفيه نظر، وهاك، وساقط» (?). لكنه لم يعزه للبخاري بل عمم الحكم.
ويتابع العراقي الذهبي في مراتبه، ويزيد عليها بعض الألفاظ، فقد جعل المرتبة الأولى من مراتب الجرح: «فلان كذاب، أو وضاع، أو دجال ... والمرتبة الثانية: «فلان متهم بالكذب، أو الوضع، وساقط ومتروك، وفيه نظر وسكتوا عنه وهاتان العبارتان يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه. والمرتبة الثالثة: ضعيف جداً، أو رد حديثه، أو واهٍ بمرة» (?).
أما السخاوي فجعل مراتب الجرح ستاً أو لها صيغة المبالغة نحو: «أكذب الناس، والثانية: كذاب أو يضع الحديث، والثالثة متهم بالوضع وساقط وهالك، وقال: فيه نظر أو سكتوا عنه ... وكثيراً ما يعبر البخاري بهاتين العبارتين الأخيرتين فيمن تركوا حديثه ... لأنه لورعه قل أن يقول: كذاب أو وضّاع، نعم ربما يقول: كذبه فلان، ورماه فلان بالكذب، فعلى هذا فإدخالهما في هذه المرتبة بالنسبة إلى البخاري خاصة، مع تجوز فيه أيضاً وإلا فموضعهما منه التي قبلها- يعني المرتبة التي من ألفاظها: كذاب، أو يضع الحديث ونحوه (?). وهكذا نجدهم نصوا على اختصاص البخاري بالجرح الشديد بهذا اللفظ.
وقال الشيخ المعلمي في التنكيل: «وكلمة فيه نظر معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري" (?).