ومن مطربات أبي بكر الخالدي قوله:
هو الصبحُ قابلَنا بابتسامِ ... ليصرفَ عنا عبوسَ الظلامِ
ولاحَ فحلّلَ كأسَ الشمو ... ل صِرفاً وحَرَّمَ كأسَ الملامِ
فظلْنا على شَمّ وردِ الخدودِ ... ومسكِ النحورِ ونقلِ اللثامِ
نعينُ الصباحَ على كشفِِه ... قناعَ الظلامِ بضَوْءِ المُدامِ
وقوله:
ما عذرُنا في حبسِنا الأكوابا ... سقطَ الندى وصفا الهواءُ وطابا
فكأنما الصبحُ المنيرُ وقدْ بدا ... بازٌ أطارَ من الظلامِ غرابا
فأدمْ لذاذة عيشنا بمدامة ... زادتْ على هَرمِ الزمانِ شَبابا
فصل
قال بعض الظرفاء: لما ارتفع السحاب عن حاجبها، ولمعت في أجنحة الطير، وذهبت إلى أطراف الجدران، وطنب شعاعها في الآفاق، وافتضضنا عذرة الصباح، بمباكرة الأقداح من الراح، فما ترجلت الشمس إلا وقد ركبنا