أعرض هذا القصة بتصرف (?): كانت هناك مدرسة في إحدى
القرى وفيها مدرسون منهم رجل معرض عن الله - تعالى - فلا يصلي ولا يأتي بأمور الدين. وعين فيها مدرس فيه خير وصلاح قال: لما ذهبت إلى تلك المدرسة وفي الاستراحة بين الدروس رأيت المدرسين مجتمعين وحدهم وهناك مدرس آخر في غرفة وحده فسألتهم قالوا: إنه لا يصلي فنحن لا نريده، ولا نجلس معه، قال: فذهبت وجلست معه فأبعد عني فلما كانت الاستراحة الثانية فعلت مثلها، فأنس بي قليلاً ثم قلت له: إنني أتيت إلى هذه القرية وليس معي أحد من أهلي وأريد أن أسكن معك؛ لأنك وحدك أيضًا. فساءه ذلك وقال: أنا ليس في خير، فقلت أسكن معك بضعة أيام وإذا وجدت محلاً خرجت عنك، فوافق على ذلك، فكنت أخدمه فأغسل ملابسه وأصنع الطعام وأنظف البيت، وأنا على ذلك لا أذكر له شيئًا من تقصيره في الصلاة، فقلت له يومًا: أريد أن أذهب واستأجر بيتًا فنهاني، نظرًا لخدمتي له، وفي يوم من الأيام كنا جالسين نشرب الشاي بعد الغداء إذ أذن المؤذن لصلاة العصر فوضعت ما في يدي وقمت فلما رآني قال لي: ألا تتعب من الذهاب إلى المسجد كل يوم خمس مرات، قلت له: لا بل أجد الراحة والطمأنينة فهل لك أن تجرب ذلك، فقال: نعم، فذهبنا إلى المسجد دون أن يتوضأ فلما دخلنا المسجد صلينا ركعتي المسجد، فقمت خلفه، ورفعت يدي إلى السماء وقلت: يا رب قد فعلت معه كل شيء حتى أدخلته عليك فأعده يا رب، فلما قضينا الصلاة قلت له كيف وجدت قلبك قال: راحة لم أجد مثلها: فقلت له إذن
هناك صلاة المغرب، وأرجوا أن تغتسل وتتوضأ، فوافق على ذلك، ثم هداه الله - تعالى - فالتزم بأوامر الدين جميعًا وصرنا أصدقاء. فقلت للمدرسين: معاملتكم ليست حسنة انظروا