نشرت مجلة المجتمع العدد [1376] بعنوان: من عجائب الدعاء، وسأذكرها باختصار يسير:
(في طريق العودة من الحج تعطلت سيارة شابين كويتيين في مدينة الرياض، واكتشفا أن الماكينة قد صار بها عطل جسيم، ويحتاج تصليحها لمبلغ كبير، فجلسا على الرصيف وقت الظهيرة يفكران في مصيبتهما، وهما لا يملكان من المال إلا اليسير وبينما هما يتناوبان الهم في لحظات صمت إذ توجه أحدهما بالدعاء، تمتم خلالها بكلمات زهيدة المبنى عظيمة المعنى «يا من دعوناك بالسراء، نحن ندعوك بالضراء اللهم أكفناه بما شئت كيف شئت ... اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
وما هي إلا لحظات حتى توقفت عندهما سيارة فخمة، ترجل صاحبها، وبادرهما بالسلام ثم سأل عن حالهما، وسبب جلوسهما على قارعة الطريق في مثل هذا الوقت من الظهيرة، فعرضا عليه المشكلة فقال لهما: إن أمير مدينة الرياض لاحظ أثناء مروره بالطريق السيارة وجلوسكما قربها، وقد أوصاني أن أسعى في حاجتكما، فهلما معي.
يقول أحدهما: فانطلقنا إلى قصر بهيج، ووجدنا المائدة، وبعد الغداء سألنا الرجل عن حاجتنا، فذكرنا له مشكلة السيارة، فاعتذر صاحبنا بلطف؛ لأن اليوم يوم الجمعة والمحلات مغلقة، وبعد إلحاح وافق على المحاولة، وفعلاً وجدنا في المنطقة الصناعية وسط دهشة المرافق لهذا التيسير من الله - سبحانه وتعالى - وأصلحنا السيارة على حساب الأمير، ثم شكرناه على هذا الكرم، ثم واصلنا طريق العودة ولسان حالنا يلهج بذكر الله - تعالى - والثناء عليه أولاً وآخرًا ورددنا سويًا قوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 6] شرط بشرط.
* * *