وذهب يسلم عن يساره فقبض - رضي الله عنه (?).
* * *
حدث عبد الله بن أبان الثقفي قال: وجهني الحجاج بن يوسف في طلب أنس ابن مالك - رضي الله عنه -. فظننت أنه يتوارى عنه فأتيته بخيلي ورجلي، فإذا هو جالس على باب داره مادًا رجليه، فقلت له: أجب الأمير، فقال: أي الأمراء؟ فقلت: أبو محمد الحجاج. فقال - غير مكترث -: (أي غير محزون) قد أذله الله. ما أرى أذل منه؛ لأن العزيز من عز بطاعة الله والذليل من ذل بمعصية الله، وصاحبك قد بغى وطغى واعتدى وخالف كتاب الله والسنة. والله لينتقم منه. فقلت له: اقصر عن الكلام وأجب الأمير، فقام معنا حتى حضر بين يدي الحجاج فقال له: أنت أنس بن مالك: قال: نعم. قال الأمير: أنت الذي تدعو علينا وتسبنا؟ قال: نعم. قال: ومم ذاك؟ قال: لأنك عاص لربك مخالف لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - وتعز أعداء الله وتذل أولياء الله. فقال له: أتدري ما أريد أن أفعل بك. قال: لا. قال؛ سأقتلك شر قتلة. قال أنس - رضي الله عنه -: لو علمت أن ذلك بيدك لعبدتك من دون الله قال الحجاج: وما
ذاك؟! قال: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمني دعاء وقال: من دعا به في كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل، وقد دعوت به في صباحي هذا، فقال الحجاج: علمنيه. فقال: أنس - رضي الله عنه -: معاذ الله أن أعلمه لأحد ما دمت أنت في الحياة. فقال الحجاج: خلوا سبيله، فقال له الحاجب: أيها الأمير، لنا في طلبه كذا وكذا يومًا حتى أخذناه، فكيف نخلي سبيله؟ فقال الحجاج: لقد رأيت على عاتقيه أسدين عظيمين فاتحين أفواههما.
ثم إن أنسًا - رضي الله عنه - لما حضرته الوفاة علم الدعاء لإخوانه (?).
* * *