كانوا في الجهاد في سبيل الله، ودعا الله أن لا يرى جسده إذا مات فلم يجدوه في اللحد (?).
* * *
غزا عبد الله بن قيس - رحمه الله - خمسين غزاة من بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحدٌ ولم ينكب، وكان يدعو الله
أن يرزقه العافية في جنده، وألا يبتليه بمصاب أحد منهم حتى إذا أراد الله أن يصيبه وحده خرج في قارب طليعه فانتهى إلى المرقى من أرض الروم، وكان هناك ناسٌ يسألون فتصدق عليهم، فرجعت امرأةٌ من الذين كانوا يسألون إلى القرية. وقالت: هل لكم في عبد الله بن قيس؟ قالوا: وأين هو؟ قالت: في المرقى، قالوا: ومن أين تعرفين عبد الله بن قيس؟ قالت: كان التاجر، فلما سألته أعطاني كالملك فعرفت أنه عبد الله بن قيس، فثاروا إليه فتجمعوا عليه، وقاتلوه حتى أصيب وحده، وأفلت الملاح حتى رجع إلى أصحابه فسلم الأمر سفيان بن عوف الأزدي (?).
* * *
عن سعيد بن أبي أيوب: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: لما احتضر ابن أبي السرح وهو بالرملة، وكان خرج إليها فارًا من الفتنة، فجعل يقول من الليل: أصبحتم؟ فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح قال: يا هشام إني لأجد برد الصبح فانظر. ثم قال! اللهم اجعل خاتمة عملي الصبح، فتوضأ ثم صلى، فقرأ في الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأم القرآن وسورة وسلم عن يمينه