والذي ينبغي ان يعلم هنا أن النصوص التي تأتي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ينبغي فيها أن يسلم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال به، وإن استنبط العلماء العلة من قوله - صلى الله عليه وسلم - من تحليل أو تحريم فإنهم يستنبطونها لبيان الحكمة التي جاءت عن النبي عليه الصلاة السلام لاطمئنان النفس وأنه لا يشرع إلا ما فيه مصلحة للناس ولا ينهى إلا ما فيه مفسدة للناس فإنه حينئذ يعلم الناس حكمة الشارع الحكيم ولكن لا يقاس عليها ولا يقطع بأن هذه العلة هي التي أرادها النبي عليه الصلاة السلام مالم تكن العلة منصوصة او ظاهرة ظهورا بينا لقرينة ونحو ذلك.

فالشارع الحكيم قد يأتي عنه أمور كثيرة من أوامر ونواهي لكن العلة تكون خافية وإذا كانت منصوصة فإنه حينئذ لا كلام لأحد والعلة منصوصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في هذا الحديث بقوله (من الطوافين) أما إذا كانت مستنبطة ليس لأحد أن يقيس عليها غيرها فإنه حينئذ ما فسد كثير من أهل الرأي إلا لأجل أقيستهم في هذا الباب من أنواع العلة.

وبالنسبة للهرة وما في حكمها فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر العلة ونص عليها وهي قوله - صلى الله عليه وسلم - «إنما هي من الطوّافين عليكم» .

(والطوّافين) :

الطوّاف: هو ما يكثر الدخول والخروج ويكثر الذهاب والإياب والغدو والرواح , فإنه يسمّى من الطوافين والطواف، ولذلك يسمى الطواف طوافا لكثرة الذهاب والمجيء فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015