وِقيل: من مُزدلفة إلى مِنَى بَعد الإفاضة مِن عرفة إليها، والِخطاب عَام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال السفاقسي (?): " تَجَوَّز بها إلى التراخي المعنوي، لمشابهته للتراخي الزماني؛ لما بينهما من التفاوت، فلم يثبت لها معنى آخر حقيقة. " ". (?) (سيوطي)
(وِقيل): " {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} وهم الحمس، أي: من المزدلفة إلى مِنَى بعد الإفاضة من عرفات. " (?) (ك)
قال السعد:
" (وقيل: [إلخ] (?)) إشارة إلى وجه تكون فيه (ثم) على أصلها، وهو أن يكون المراد بالناس: المعهودين، وهم: الحمس، فيكون أمرا بالإفاضة من المزدلفة إلى مِنَى بعد الإفاضة من عرفات.
وفي قوله: (بعد الإفاضة من عرفات) دون أن يقول: بعد الذكر بالمشعر، إشعار بأنه معطوف على أفيضوا من عرفات، المدلول عليه بقوله: {فَإِذَا أَفَضْتُم}، لا على {فَاذْكُرُوا اللَّهَ}، لكنه يحمل على الأخذ بالحاصل محافظة على الظاهر من عطف الأمر على الأمر.
فإن قيل: لا حاجة في هذا المعنى إلى حَمْل الناس على الحمس؛ لجواز أن يراد: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النّاسُ} إليه وهو المزدلفة!
قلنا: الظاهر: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} من حيث أفاضوا منه، لا من حيث أفاضوا إليه." (?) أهـ