ويعضد من شأن هذا المساق المعبر فيه بالظرفين والمشاد فيه بملازمة المسجد وبمواصلة الذكر والدعاء فيه سيما في الوقتين المباركين، ما ينبئ به أمثال قوله تعالى مثنياً على الصحابة الكرام عليهم الرضوان: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي.. الأنعام/52) ، وقوله: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي..الكهف/28) .. وكذا ما جاءت به الأحاديث الدالّة على فضل المشي إلى المساجد والتردد عليها وانتظار الصلاة فيها بعد الصلاة من نحو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح) (?) ، وقوله: (ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط) (?) وقوله: (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة) (?) ، وقوله: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده) (?) ، وقوله: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) ثم تلا قوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر..التوبة/18) (?) .. إلى آخر ما جاء في هذا، والوجه في تخصيص الرجال في الآي والأحاديث، أنهم الغالب على المساجد والذين الأصل فيهم أن تكون صلاتهم بها كما في الحديث: (ورجل قلبه معلق بالمساجد) .

المبحث الثالث

أهم المقامات التي ورد التعبير فيها بطرفي النهار في آي التنزيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015