والأظهر عندي أن يكون متعلق الجار والمجرور أعني في قوله (في بيوت) هو الفعل (يسبح) ، ولا يرد على ذلك أن فيه تكرير لشبه الجملة المتعلق به لكون قوله (فيها) الذي وليه متعلق به أيضاً، أو وجود أكثر من متعلِّق بالفعل الواحد … لأنا نقول أن لهذا التكرير سره البلاغي وهو التأكيد والتذكير بما بعد في الجملة، والإيذان بأن ما تقدم من شبه الجملة هو للاهتمام بتلك البيوت والتشويق إلى متعلق المجرور وهو التسبيح، ويكون قوله (في بيوت) …إلخ، غير مرتبط بما قبله لكونه استئنافاً قصد به بيان حال من حصلت لهم الهداية لذلك النور والإشادة ببعض أعمالهم (?) ، ونظير ما ذُكر في التكرير للتأكيد قوله تعالى: (ففي رحمة الله هم فيها خالدون.. آل عمران/107) (?) .

وفي النسق الكريم من آية النور تنويه بالمساجد وإعلام بضرورة إيقاع الصلاة والذكر فيها كما في الحديث: (صلاة في المسجد - أي الجماعة- تفضل صلاته في بيته بسبع وعشرين درجة) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015