لكن ما تجدر الإشارة إليه هنا أنه وابتناءً على ما سبق، فإن اطلاق الذكر في وقتي التسبيح في نحو قوله تعالى:) واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً.. الإنسان/25) ، جمعا بين الأدلة وطرقاً للباب على وتيرة واحدة، يرجح أن يكون من إطلا ق الكل وإرادة الجزء فيكون بذلك من المجاز المر سل لعلاقة الكلية، ولا يبعد أن يدخل في هذا قوله تعالى في سورة الأعراف: (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال.. الأعراف/205) ، ليفيد إطلاق الذكر كي يعم سائر الأحوال والأوقات، وتقييد الوقتين المذكورين بأفضله وأشمله وهو التسبيح فيكون من باب حمل المطلق على المقيد، كما أن التسبيح يطلق – على ما سبق تقريره - ويراد به الصلاة مجازاً.

ثالثاً: ما يجمل حمله من التسبيح على معناه الكنائي

سبق أن ذكرتُ أن من مشهور إطلاقات العرب قولهم: (إني لآتيه بالغدايا والعشايا) يرومون به استدامة المجئ واستمراره، وقد جاء القرآن في هذا على طريقتهم في التكنية بهذين الوقتين عن نفس هذا المعنى، ومن الأمثلة الواضحة في ذلك قوله سبحانه عن أهل الجنة: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً.. مريم/62) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015