دروس وعبر

ونختم هذا البحث ببعض الدروس والعبر من تلك السيرة العطرة

لهذا الإمام المجاهد والعالم الرباني رحمة الله ورضي عنه.

أولاً:

إن العالم المسلم يجب أن يعيش لدينه وأمته ونشر العقيدة الصحيحة بين الأمة وأن يبذل في سبيل ذلك كل ما يستطيعه من نفس ونفيس وغال وثمين، وهذا ما عبر به عبد الرحمن بن مهدي عندما وصف ابن المبارك بأنه كان أنصح علماء الأمة للأمة.

ثانياً:

الفهم الصحيح للزهد هو ترك ما بأيدي الناس والرغبة فيما عند الله، وأن طلب المال لصون العرض والاستعانة على طاعة الرب وإعانة طلبة العلم والصالحين لا ينافي الزهد.

وهذا الفهم جسده الإمام ابن المبارك في حياته العملية، وفي قوله عندما عاتبه الفضيل بن عياض على أمره لهم بالزهد والتقلل مع إشتغاله بالتجارة، فقال: إنما أفعل ذا لأصون به وجهي وأكرم به عرضي وأستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقاً إلا سارعت إليه حتى أقوم به، فقال الفضيل: ما أحسن ذا إن تم ذا.

ومن ذلك نفهم أن زهد الصوفية الداعي إلى االكسل والخمول وتعطيل الحياة ليس صحيحاً، بل هو خلاف فهم السلف الصالح للزهد وخلاف ما أراده الشارغ من المؤمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015