فلما وردت الرقعة على عبد الله بن المبارك دعا بالدواة والقرطاس، وقال: يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا، ثم كتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم:
يا جاعل العلم له بازياً ... يصطاد أموال المساكين
إلى آخر الأبيات وقد سبق ذكرها كاملة في الكلام عن شعره.
فلما وقف ابن علية على هذه الأبيات، قام من مجلس القضاء، فوطيء بساط هارون الرشيد وقال: يا أمير المؤمنين الله الله إرحم شيبتي، فإني لا أصبر للخطأ، فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى عليك؟، فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه من القضاء، فلما إتصل بعبد الله ذلك وجه إليه بالصرة1.