وكان في كل زمان ومكان قمع البدعة وأهلها وفضح الباطل ومروجيه على أيدي أهل السنة والجماعة بفضل الله عز وجل، والتاريخ شاهد بذلك1، ابتداءاً من عصر الصحابة الكرام الذين قمع الله بهم الشرك والوثنية في جزيرة العرب وأزال بهم دولتي الباطل فارس والروم ووقفوا حصناً منيعاً للأمة عندما بدأت تظهر البدع في أواخر عمرهم، ثم مروراً بعمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين الذي ملأ الله به الأرض عدلاً بعد أن ملئت جُوراً وأزال البدعة وأحيا السنة ثم المجدد الثاني الإمام الشافعي رحمه الله الذي يعد من أوائل من فضح علم الكلام وأهله وحذر من شره وخطر انتشاره في الأمة، وهكذا الإمام أحمد
بن حنبل الصديق الثاني الذي نصر الله به السنة وقمع البدعة، وثبته الله وقواه حين ضعُف غيره، وموقفه في المحنة مشهور جعله الله إماماً لأهل السنة بإجماع الموافق والمخالف.
وكذلك عندما عمت البدعة ديار الإسلام في ظل سيطرة الباطنيين والروافض على حكم العالم الإسلامي وخاصة في الشام ومصر وغيرها، وعندما خانوا الإسلام والمسلمين بتسليم حصون وقلاع الشام ومصر إلى الصليبيين الحاقدين على الإسلام وأهله، لم يكن للأمة منقذ مما حل بها من الذل والهوان بعد الله إلا أئمة أهل السنة والجماعة من أمثال عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي ثم صلاح الدين الأيوبي، فأحيا الله بهم السنة وأمات البدعة.
وهكذا كان الأثر الأكبر للإمام ابن تيمية ومدرسته في مطلع القرن الثامن في القضاء على البدع والخرافات وقهر التتار الذين لم يقم لهم قائمة في بلاد الشام بعد موقعة شقحب2 التي قادها الإمام ابن تيمية