Q رأيت شيئاً استغربته في هذه الأيام من الناس، ولم أقتنع به رغم سماعي بالحديث وهو: أنني رأيت أناساً يدخلون المسجد بالأحذية ويصلون فيها، فكيف هذا يا مولانا، ولكني أعرف أيضاً أنه يجوز في الضرورة القصوى مثل صلاة الحرب، وعدا ذلك يجب احترام المسجد لأنه بيت الله، فكيف ندخل بيت الله بالأحذية، بينما كنا نلمز المسيحيين في دخول الكنائس بالأحذية، فكيف نفعل أفعالهم؟
صلى الله عليه وسلم نقول يا أخي الكريم بارك الله فيك، عليك أن تقبل سنّة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بصدر رحب، وألا تتصلب ولا تتشدد ولا تأتيك حساسية من هذا الموضوع، فإن الموضوع محكوم بنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمر الأول: أننا مأمورون باحترام المساجد وبإخراج القذر عنها وبحمايتها من القذر، وما دام الإنسان يعرف أن المسجد مفروش وأن حذاءه هذه كان يسير بها في الطين والأتربة والغبار وربما في النجاسات؛ فإن عليه أن يحترم المسجد وألا يدخل بها، لماذا؟ لأنها محروسة ومقدسة وينبغي المحافظة عليها، حتى ولو كانت الحذاء طاهرة ما دام المسجد مفروشاً؛ لأنه لو دخل الناس كلهم بأحذيتهم والمسجد مفروش، فإنه بعد يومين سوف يتسخ كله، أما إذا كان غير مفروش وجاء رجل وصلى بحذائه فلا ينكر عليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في حذائه وقال: (خالفوا اليهود صلوا في نعالكم) والحديث صحيح، فلا نقول للناس الذين يصلون في نعالهم: إنهم ارتكبوا جريمة أو خالفوا الأمر، لا.
لكن نقول لهم: إن الأولى أن تحترموا المساجد، أي: فرشها، لأن المسلم مأمور بأن ينظفها فكيف يأتي بالقذر إلى المسجد؟! فإذا دخل رجل الآن في بيته هل يدخل مجلسه بالحذاء أم ينزعها عند الباب؟ ينزعها عند الباب، حسناً لا يكون المسجد أقل شأناً من بيتك، لا لأن حذاءك نجسة، لا.
لعلها طاهرة لكن لأن فيها قذراً، ثم إن مسألة الحذاء ووطء الفراش بها تترك أثراً، يأتي شخص يصلي مكان حذائك، وينظر فيرى أن حذاءك مرسومة في الموكيت ويضع جبهته مكان حذائك، إنه شيء يتقزز منه الإنسان، وما دام هكذا فينبغي للإنسان أن ينزه المسجد، ولا يأخذ الواحد منا هذا الموضوع بنوع من الحساسية، فالموضوع فيه سعة، وعلى المسلم أن يسعى جهده في سبيل العمل بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.