ملتقي اهل اللغه (صفحة 6155)

سؤال عن العفاسي في الشاطبية.

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 08:55 ص]ـ

هل وقع القارئ مشاري العفاسي في أخطاء من حيث ضبطُ ألفاظ الشاطبية.

ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 06 - 2014, 01:52 م]ـ

لا شَكَّ أنَّ القارئ مشاري بن راشد قدَّمَ خدمةً لطُلَّابِ العلمِ بقراءتِه «الشَّاطبيَّة»، ولكن لو أنَّ إنشادَه خلَا مِنَ الصَّوتِ الجماعيّ، ونحوِ ذلكَ في بعضِ المواطنِ؛ لكانَ خيرًا. وعلَى كُلِّ حالٍ: فإنَّ قراءته لمتن «الشَّاطبيَّة» أفضل بكثيرٍ من إنشادِهِ لمتن «التُّحفة السَّمنُّوديَّة»! وأسألُ اللهَ تعالَى أن يوفِّقَه إلَى تركِ هذه الطَّريقةِ. وقد قرأتُ أنَّه شرعَ في تسجيلِ «ألفيَّة ابنِ مالكٍ»، وأرجو ألَّا يكونَ علَى هذا الوجهِ.

ولم أستمِعْ إلى قراءته لمتن «الشَّاطبيَّة» كاملًا، ولكنِّي كنتُ أستمعُ -قبلَ بضع سنين- إلَى مقدّمتِها، وقد وقفتُ فيها علَى أخطاءٍ قليلةٍ؛ كقولِه:

وما كانَ ذا بابٍ له فيه مذهبٌ * فلا بُدَّ أن يُسْمَى فيُدرَى ويُعقَلا

والصَّواب: (ومَن كانَ).

وغير ذلكَ ممَّا لا يحضُرني الآنَ.

وهناكَ مواضعُ يصحُّ ضبطُها علَى أكثرَ من وجهٍ، فلا يُعَدُّ ذلك من الأخطاءِ، ولكن يُرجَّحُ ضبطٌ علَى ضبطٍ.

ومن ذلكَ قولُه:

جزَى اللهُ بالخيراتِ عنَّا أئمَّةً * لنَا نقلوا القُرْآنَ عذبًا وسَلْسَلا

فإنَّه قرأَ (القرآن) بالنَّقلِ: (القُرَان)، وهذا يصحُّ وزنًا -علَى قبضِ (مفاعيلن) في الحشوِ-، ولُغةً. وقد قرأَ بذلكَ ابنُ كثيرٍ -رَحِمَه اللهُ-. ولكنَّ الأَوْلَى ضبطُها ههنا بالهمزِ (القرْآنَ)؛ لتبقَى التَّفعيلةُ علَى أصلِها، ولأنَّها قراءةُ مُعظَمِ القُرَّاءِ. أمَّا (القُرَان)؛ فتُقالُ في الموضعِ الَّذي لا يصحُّ فيه الهمزُ؛ حيثُ يؤدِّي إلى كسرٍ في الوزنِ؛ كقولِه:

أولو البرِّ والإحسانِ والصَّبْرِ والتُّقَى * حُلاهم بها جاءَ القُرَانُ مفصّلا

فإنَّه بالنَّقلِ قولًا واحدًا.

واللهُ تعالَى أعلمُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015