ـ[د. عادل الخزرجي]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 02:07 ص]ـ
بسمالله الرحمن الرحيم
شكرا لجميع من تواصل وتابع حديثنا السابق في حركة التصويب اللغوي،واليوم ارسل لكم مبحثا اخر في السياق نفسه اتماما للفائدة.واعتذر عن تأخير الرد ..
بسم الله الرحمن الر حيم
النقد اللغوي عند الشهاب الخفاجيّ
يرد على الباحث في هذا المجال مصطلحان ظاهرهما الترادف،وهما: (النقد اللغوي) و (التصحيح اللغوي)،وقليل من فرق بينهما.أما النقد اللغوي فهو ((فقه لغة النص،واستكشاف اسرارها، وما دفع اليها من ظروف قولية،في ضوء ما نتسلم به من معرفة عامة،ومعرفة اللغوية)) (1) وأما التصحيح اللغوي فهو ((النظر في تلك اللغة،من حيث موافقتها أو مخالفتها لمواصفات اللغة ونظامها المتعارف)) (2).
ويمكن أن نقول،في ضوء ذلك،أن الفرق بينهما هو (الفرق ايضاًً بين الناقد الأدبي والباحث اللغوي،إذ يبحث أولهماعن الجمال،ويبحث ثانيما عن الصواب،ولهذا كان منهج أولهما ذاتيا،
منهج ثانيهما موضوعياًً) (3).
وجهد الخفاجي في هذا المجال،مما وقفنا عليه،كان اكثره من النوع الثاني اي (التصحيح اللغوي)،وإن لم تخل مصنفاته من تعليقات نقدية يعقب بها على مايورده من نصوص ادبية شعرية ونثرية،فيستحسن مافيها من جودة معنى وحسن لفظ ودقة نظم،أو قد يستقبح ذلك،ولاسيما في كتابه (طراز المجالس) الذي عقد بعض المجالس منه لموضوعات نقدية يحلل فيها ما استحدثه المولدون من اساليب الكلام ووجوه التشبيه والاستعارة والمجاز والمعاني وفنون البلاغة (4). ووجدنا بعضاًً من ذلك في كتابه (ريحانة الالبا).وهنا نعيد التذكير بان للخفاجي كتاباًً مفقوداًً،غلب على ظننا أنه خصه بمثل هذه الموضوعات النقدية في الشعر خاصة، سماه (السوانح).
ومن لمحاته النقدية ماعقب به على تخطئة الحريري المتنبي في استعماله لفظ (بوقات) في قوله:
وإن يك بعض الناس سيفاًً لدولةٍٍ ففي الناس بوقات لها وطبول
فقد رأى الخفاجي ان المتنبي لم يوفق في استعمال هذا اللفظ؛ لأنه لفظ مستهجن ثقيل في الشعر