ملتقي اهل اللغه (صفحة 6127)

حركة التأليف في النقد اللغوي

ـ[د. عادل الخزرجي]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 01:37 ص]ـ

البسملة1

حركة التأليف في النقد اللغوي:

ترتبط نشأة هذه الحركة وتطورها بنشأة اللحن وتطوره. وبداية ظهور اللحن مسألة لم تحسمها الجهود التي بذلها باحتون ارادوا الوصول الى أول لحن (1)، الا أن الاجماع شبه منعقد على ان ظهور الاسلام وسرعة انتشاره واختلاط العرب بغيرهم من الامم نتيجة الفتوحات الاسلامية عوامل أدت الى تفشي اللحن في الألسنة بدءاًً بالناشئة والعامة وانتهاءاًً بالفصحاء من العرب، حتى تنبه اليه الغيارى من حكام وولاه وعلماء فشمروا عن ساعد الجد لصيانة هذه اللغة وحمايتها من التحريف والفساد، جاعلين القران الكريم نصب أعينهم، لان اللغة العربية هي اللسان الذي به نطق، فصيانتها صيانة للقرآن الذي آمنوا به اصدق ايمان ((ومن أهم ما دعم العربية القران الكريم، فكان الخروج عليه يعد مروقاًً من الاسلام ومحاولة لنقضه وبذلك ظلت العربية شامخة)) (2).

وكان هاجس اصلاح الالسنة وعصمتها من الانحراف في نطق القران وفهمه دافعاًً لنشأة (النحو) الذي يعد مرحلة متطور لحركة النقد اللغوي، وبه قويت شوكته حتى صار لأهل اللغة سلطان يخشاه الشعراء (3)، وبهذا ظهرت رقابة لغوية حاولت جهدها ان تمنع ارتكاب اللحن وترشد الى الصواب فيه مستهدية بتلك القواعد، ولكن كل تلك الرقابة الشديدة الممزوجة باستهجان اللحن واستبشاعه لم تأت أكلها فظل دبيب الفساد يسري الى الالسنة التي فقدت كثيراًً من سليفتها وصارت اللغة عندها صناعة مكتسبة لاتحصل الا بالدربة والتعليم، مما دفع الى التفكير بأسلوب آخر من المعالجة ابعد من مجرد عرض القواعد العامة، وإنما يتجاوزها الى مراقبة ألسنة العوام وتسجيل مايسمع من لحونها بهدف دراستها وتقويمها وتصنيفها في مدونات خاصة توضع بين ايديهم ليعرفوها ويتقوها، وسميت (كتب لحن العامة) ومالبث أن تنبه رواد حركة تنقية اللغة الى استشراء اللحن عند طبقة الخاصة من العلماء والادباء والكتاب، فأحصوا عليهم كثيراًً من العثرات التي تكفي مسوغاًً لوضع تصانيف خاصة بها سميت (كتب لحن الخاصة).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015